05 - 07 - 2025

ضوء | الدولة السادية

ضوء | الدولة السادية

أي سادية هذه؟

يستمتعون بالقتل والتعذيب!

شركة غزة الأمريكية توزع الطحين، وباعتراف الجنود الصهاينة والأمريكان، تعطي الشركة الأوامر بإطلاق الرصاص الحي على الجوعى وطالبي المعونات !

يوميًا يستشهد المئات من الأطفال والنساء والشباب بلا ذرة شعور بالذنب!

ويعترف أحد الطيارين الصهاينة قائلًا: "نعم أريد أن أقتل كل سكان غزة، أستمتع حين ألقي عليهم القنابل واتمنى لهم الفناء كلهم من أطفال وشيوخ ونساء"!

أي حقد هذا؟

أكتب من القهر والألم،

ما يحدث أكبر من كارثة، إنه هتك للبشرية وقتل الإنسانية مع سبق الإصرار والتعمد.

وبشهادة كل الأطباء الأجانب في غزة، فظائع تقترف بحقّ البشرية،

والحجة القضاء على حماس!

إبادة شعب بأكمله بهذه الحجة الكاذبة!

وماذا عن الضفة؟ ما هي الحجة التي سيخترعونها ويكررونها لتهجير وقتل سكان الضفة؟

القضاء على الخلايا الإرهابية !

أيها الصهاينة: أنتم الإرهابيون أنتم الساديون أنتم النازيون أنتم الفاشيون أنتم القتلة السفاحون.

يموت للصهاينة جندي واحد، فيضعون صورته في كل القنوات الفضائية والإعلامية وهو في هيئة ملاك مبتسم!

وآلاف الأطفال إما يحرقون أحياء بفعل قنابلهم الذكية أو يخترق الرصاص أجسادهم البريئة الغضة، بلا صورة ولا خبر، وكأن الأمر طبيعي عادي ولا يعني القاتل السادي في شيء !

شعب بأكمله يُساق نحو المقصلة والعالم يتفرج!

ولا أستغرب من حقد النتن ياهو ولا من سادية بن غفير ولا من همجية سموترش، لكني أستغرب من وقاحة ترامب، حينما يدافع عن النتن ياهو ويهدد القضاء الصهيوني قائلًا: "لن أقبل بمحاكمة النتن ياهو"!

أو حينما يهدد ممداني عمدة نيويورك بترحيله وسحب جنسيته! لماذا لا تهدد نفسك وتتذكر أصلك؟

هذه الغطرسة في التحكم بمصائر البشر، وهذه الهستيريا في سفك الدم الفلسطيني والعربي، وهذا الجنون الصهيوني في الاستمتاع بالقتل والتعذيب، من أين مصدره؟

أعتقد أنه لا يأتي إلا من الخوف واليقين بالهلاك، لقد اقتربت نهاية هذا الكيان المسخ، مثلما اقتربت نهاية النتن ياهو،  والذي ستكون نهايته مثل شارون، ونهاية كل الكلاب المسعورة المتعطشة للقتل.

لماذا لا تستطيع كل دول العالم  أن تلجم همجية أمريكا وتعطش الكيان الصهيوني للدم؟ لماذا دولة واحدة فقط تتحكم في مصائر الناس ولا أحد يستطيع ردعها؟ وكأنها آلهة تفعل ما تشاء  ولا يمكن أن يحاسبها أحد؟

هذه الدولة تتشدق بالسلام وهي أبعد ما تكون عنه، لأنها قامت على القتل وتأسست على الحرب، هم يصنعون الحروب، ويكرهون السلام، لأن في السلام موتهم ونهايتهم.

حرب يومية وقصف على  لبنان وسوريا واليمن وفلسطين، حرب على إيران، وأمريكا وحدها تقرر متى تتجدد الحروب!

بعد قتل عشرات الآلاف من الأبرياء في غزة وإصابة مئات الآلاف بالإعاقات الدائمة، وبعد إجبار حماس على التفاوض تحت ضغط سادية القتل الأمريكي الصهيوني اليومي، تأتي آخر تصريحات ترامب في ٤ يوليو ٢٥: "أريد أن أرى أهل غزة آمنين فقد مروا بالجحيم"! أنت ودولتك العميقة الجحيم بعينه يا ترامب.

التناقض الصارخ بين كذب القول وصدق الفعل السادي الفاضح.

بين السلام الوهمي الكاذب وبين الحرب الهمجية المعلنة.

فهل غزة ستخلق عالما متعدد الأقطاب؟ أم أن القطب الواحد سيصبح أكثر تغولاً وجحيماً واستبداداً؟
-----------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
* سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام


مقالات اخرى للكاتب

ضوء | الدولة السادية